غزة / القدس: أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ، اليوم الخميس ، ارتفاع حصيلة قتلى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 103 ، بينهم 27 طفلاً و 11 سيدة ، و 580 إصابة ، في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل جيش الاحتلال يحشد قواته على طول الشريط الحدودي مع القطاع ، ويهدد بتنفيذ عملية برية.

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي ، منتصف ليل الخميس- الجمعة ، سلسلة من الغارات العنيفة وغير المسبوقة على أهداف في شمال قطاع غزة.
وأفاد مراسل وكالة الأناضول ، أن المدفعية والطيران والسفن البحرية الإسرائيلية تقصف في وقت واحد أهدافا مجهولة في المناطق الشرقية والغربية من شمال قطاع غزة.
وانقطعت الكهرباء عن مناطق واسعة شمال القطاع بسبب القصف الإسرائيلي المكثف ، واشتعلت النيران من المواقع المستهدفة ، فيما لم يتسن على الفور معرفة معلومات أخرى عن آثار تلك الضربات.

أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وابلاً من الصواريخ على مدن في إسرائيل ، وسمعت صفارات الإنذار في تل أبيب ليلاً وترددت صداه اعتراضات نظام القبة الحديدية الإسرائيلية ، مما دفع آلاف الإسرائيليين إلى التواجد في مخابئ.

منذ فجر الخميس ، استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة ودمرت المباني المدنية على رؤوس سكانها.

وقالت السلطات الإسرائيلية إن سبعة قتلوا في إسرائيل ، بينهم جندي يقوم بدورية على حدود غزة ، وخمسة مدنيين إسرائيليين ، بينهم طفلان ، وعامل هندي.

وسط مخاوف من خروج العنف عن السيطرة ، تعتزم واشنطن إرسال مبعوثها هادي عمرو إلى المنطقة لإجراء محادثات مع إسرائيل والفلسطينيين. ولم تحرز جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة أي تقدم حتى الآن.

دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس إلى وقف تصعيد العنف ، قائلا إنه يريد أن يرى انخفاضًا كبيرًا في الهجمات الصاروخية.

“عرقلة” حماس

وقال البريجادير جنرال هايدي زيلبرمان ، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ، إن الهجمات على مواقع إنتاج الصواريخ وإطلاقها “تعرقل أنشطة حماس” لكنها لم تصل إلى نقطة وقف القصف.

وقال للقناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي “الأمر أصعب بالنسبة لهم لكن علينا أن نقول بإنصاف أن حماس جماعة منظمة لديها القدرة على مواصلة إطلاق النار لعدة أيام أخرى على الأماكن التي تستهدفها في إسرائيل.”

وأضاف أن ما بين 80 و 90 مسلحا قتلوا في هجمات إسرائيلية.

وقال زيلبرمان إن إسرائيل “تحشد قواتها على حدود غزة” ، وهو انتشار أثار تكهنات بشأن غزو بري محتمل في خطوة تذكر عمليات توغل مماثلة خلال حربين في 2014 و 2009.

لكن مراسلي الشؤون العسكرية الإسرائيلية ، الذين يتلقون تصريحات منتظمة من القوات المسلحة ، قالوا إن عملية برية كبيرة غير مرجحة ، وأشاروا إلى المخاطر ، بما في ذلك الخسائر الفادحة.

ورد أبو عبيدة ، المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس ، على التعبئة العسكرية بالتحدي ، داعيًا الفلسطينيين إلى الانتفاض.

قال: أحضروا خيولكم وأرجلكم … في البر والبحر والجو. أعددنا لكم أنواعًا من الموت تجعلكم تلعنون أنفسكم.

النداءات الدولية

وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 1750 صاروخا أطلقت باتجاه إسرائيل حتى الآن ، منها 300 سقطت في قطاع غزة.

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إن مدرستين من مدارسها تعرضت للقصف يومي الثلاثاء والأربعاء “في سياق الغارات الجوية الإسرائيلية” ، وأن ما لا يقل عن 29 فصلاً دراسياً تضررت.

المدارس في إجازة في غزة وتم تعليق الدراسة في أجزاء كثيرة من إسرائيل ، بما في ذلك في بلدة حيث تعرضت مدرسة فارغة بصاروخ يوم الثلاثاء.

دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى وقف سريع للعنف وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على “إعادة إطلاق” مفاوضات السلام بين الجانبين.

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في اتصال بالفيديو إلى إنهاء القتال.

وفتح العنف جبهة جديدة من خلال تأجيج التوتر بين اليهود الإسرائيليين والأقلية العربية ، التي تشكل 21 في المائة من السكان وتعيش جنبًا إلى جنب معهم في بعض الأحياء.

هاجمت مجموعات يهودية وعربية أشخاصًا وألحقت أضرارًا بالمتاجر والفنادق والسيارات الليلة الماضية. في بات يام ، جنوب تل أبيب ، ضرب عشرات اليهود وركلوا رجلاً يعتقد أنه عربي بينما كان ملقى على الأرض.

وقالت الشرطة إن شخصا في حالة حرجة بعد أن أطلق عرب النار عليه في بلدة اللد ، حيث فرضت السلطات حظر تجول ، وأن أكثر من 150 اعتقلوا ليلا في اللد وبلدات عربية في شمال إسرائيل.

دفع ذلك رئيس إسرائيل ، رؤوفين ريفلين ، إلى التحذير من حرب أهلية بين العرب واليهود.

وقال ريفلين: “أرجوكم أوقفوا هذا الجنون … نحن في خطر إطلاق الصواريخ على مواطنينا وشوارعنا ، ونشغل أنفسنا بحرب أهلية لا معنى لها بيننا”.

وعلى الرغم من أن الأحداث الأخيرة في القدس هي التي أطلقت شرارة التصعيد ، إلا أن الفلسطينيين محبطون من الانتكاسات في آمالهم في إقامة دولة مستقلة خلال السنوات القليلة الماضية. ومن بين هذه النكسات اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.

جمدت أعمال العنف محادثات معارضي نتنياهو لتشكيل حكومة ائتلافية للإطاحة به من منصبه بعد انتخابات غير حاسمة في 23 مارس.

(رويترز)