وطن نيوز
الشيء الوحيد الذي يبدو أنه ينتشر أسرع من SARS-CoV2 – الفيروس الذي يسبب COVID-19 – هو المعلومات الطبية الخاطئة. سواء كان أصل الفيروس ، أو علاجات لا أساس لها مثل هيدروكسي كلوروكين ، أو مخاطر التطعيم ، فإن الأساطير القائمة على الشائعات أو سوء الفهم أو حتى الأكاذيب المتعمدة ، تستمر في تعريض الصحة العالمية للخطر.
التحدي الأخير لحل جائحة COVID-19 هو الادعاء بأن لقاح AstraZeneca يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم.
سارعت المنافذ الإخبارية ومحللوا وسائل التواصل الاجتماعي إلى نشر هذا الادعاء بناءً على 37 حالة تم الإبلاغ عنها لجلطات دموية بعد التطعيم ، ولكن ماذا تخبرنا الأرقام في الواقع؟
الجلطات الدموية الوريدية – أو VTE – هي ثالث أكثر أمراض القلب والأوعية الدموية شيوعًا في جميع أنحاء العالم. VTE هو مصطلح يصف اضطرابات تخثر الدم التي تؤدي إلى حدوث جلطات في الأوردة. تشكل جلطات الدم في الرئتين أو القلب أو الدماغ تهديدًا للحياة.
على الصعيد العالمي ، يتراوح معدل الإصابة السنوي بـ VTE بين 750 و 2690 حالة لكل مليون شخص.
في 17 مليون شخص تلقوا لقاح AstraZeneca في أوروبا ، يُترجم المعدل العالمي لل VTE إلى توقع 12750 إلى 45730 حالة سنويًا ؛ أو 4،250 إلى 15،243 في الأشهر الثلاثة منذ بدء التطعيم. الأعداد المتوقعة لحالات VTE تتجاوز بكثير 37 حالة تم الإبلاغ عنها والتي حدثت بعد التطعيم.
وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و 79 عامًا لديهم معدلات VTE أعلى بخمسة أضعاف من أولئك الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا. ويزداد هذا الخطر إلى ثماني مرات أعلى بعد 80 عامًا. نظرًا لأنه يتم إعطاء الأولوية للأفراد الأكبر سنًا للتلقيح ، نتوقع أن يكون عدد حالات VTE أعلى من حوالي 4000-15000 متوقعة في عموم السكان.
خلاصة القول هي أنه بغض النظر عن كيفية حساب الأرقام ، فإن 37 حالة من حالات VTE أقل بكثير مما كان متوقعًا.
في ألمانيا ، تركز القلق بشأن لقاح AstraZeneca على اضطراب تخثر معين يسمى الخثار الوريدي الدماغي أو CVT. CVT هي حالة تتشكل فيها الجلطات في الأوردة التي تستنزف الدم من الدماغ. يتسبب هذا الانسداد في حدوث نزيف في المخ ويمكن أن يكون قاتلاً.
في ألمانيا ، تم إعطاء 1.6 مليون جرعة من لقاح AstraZeneca اعتبارًا من 15 مارس ، وتم الإبلاغ عن ست حالات من CVT. وفقًا لتقرير صادر عن معهد Paul Ehrlich في ألمانيا ، فإن معدل الإصابة هذا أعلى بكثير من توقع حالة واحدة في مجموعة بهذا الحجم من السكان.
ومع ذلك ، فإن المعدل المتوقع الذي ذكره المنظمون الألمان لا يتناسب مع الدراسات الحديثة. وجدت دراسة أجريت عام 2012 في هولندا معدل 13 حالة CVT لكل مليون شخص سنويًا. ومن المثير للاهتمام أن هذه الدراسة وجدت أن 72 في المائة من الحالات حدثت في نساء صغيرات السن أو متوسطات العمر ، وهو ما يتوافق مع التجربة الألمانية حيث كانت حالات CVT في النساء بين 20 و 50 عامًا. تم تأكيد المعدل العالي لـ CVT الذي أبلغت عنه الدراسة الهولندية من خلال دراسات أخرى في أستراليا والولايات المتحدة.
باستخدام أحدث التقديرات لـ CVT وتطبيق هذه المعدلات على 1.6 مليون لقاح في ألمانيا ، من المتوقع حدوث ما يزيد قليلاً عن سبع حالات من CVT خلال فترة التطعيم ، والتي تتطابق مع الرقم المبلغ عنه.
إذا كانت الأرقام واضحة جدًا ، فلماذا أوقفت بعض الدول الأوروبية تسليم لقاح AstraZeneca؟ وفقًا لتقرير نُشر في مجلة Forbes ، قد يكون سبب هذا الاضطراب أحد أخطر التهديدات للصحة العامة: السياسة.
جار التحميل…
جار التحميل…جار التحميل…جار التحميل…جار التحميل…جار التحميل…
استمرارًا للاتجاه الذي أدى إلى إحباط المهنيين الطبيين والعلميين في جميع أنحاء العالم طوال الوباء ، قد يكون للجماعات والأفراد ذوي الدوافع السياسية تأثير غير ضروري لتحقيق مكاسب شخصية.
ما إذا كان هذا صحيحًا أم لا ، قد لا يكون معروفًا أبدًا ، ولكن ما هو واضح هو أن العلم لا يدعم هذه الإجراءات ، وقد تكون عواقب إيقاف التطعيمات وخيمة.
.